الداعية العريفي : ”غوبلز‘‘ آل سعود ؟

4031726172_33a75f31a8_b
الداعية السلفي السعودى العريفي (شمال) ووزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز (يمين)

Bild 146-1968-101-20A

عنوان هذه المقالة قد يبدو للوهلة الأولى قاسيا  إذ يشبه الداعية السلفي السعودي محمد العريفي بالرجل سيئ الصيت “جوزيف غوبلز” « Joseph Goebbels » ، مهندس الدعاية النازية والذراع الأيمن لأدولف هتلر إبان الحرب العالمية الثانية. لكن المقارنة تبدو ممكنة على الأقل بين وظيفة الشيخ الداعية المقرب من أسرة آل سعود الحاكمة والخدمات التي قدمها غوبلز للزعيم النازي لسنين عديدة في القرن الماضي. فقد ترأس غوبلز “وزارة الرايخ لتوجيه الرأي العام والدعاية” « Reich Ministry of Public Enlightenment and Propaganda » من عام 1933 حتى انهيار الرايخ وانتحاره في الفاتح من شهر مايو/أيار 1945.

إقرأ المزيد عن وسائل الإعلام والدعاية منذ ظهور المطبعة إلى عصر الانترنيت


الدور الذي يؤديه اليوم شيوخ الوهابية-السعودية لا يختلف عن وزراء الحرب والبروباغندا في القرن الفائت مع اختلاف بسيط وهو أن الشيخ السلفي-الوهابي السعودي يحشد الرأي العام وراء مشاريع وحروب آل سعود باسم الدين، أو بالأحرى باسم المسلمين السنة. والحقيقة أن مهمة مشايخ السلفية الذين يغزون الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي ليس فقط “الدعاية الدينية” وإنما تمرير الرسائل السياسية لأسرة آل سعود في قالب ديني يصبح بموجبه الالتفاف حول السياسة السعودية (والأمريكية) واجبا دينيا. والحرب التي تشنها السعودية على الحوثيين في اليمن تبين بشكل جلي لغير العارف بخبايا السلفية-الوهابية- كإيديولوجية حكومية سعودية لحشد الجبهة الداخلية التي تربت على طاعة وتقديس ولي الأمر الذي يحتكر ويورث السلطة والثروة تحت غطاء ديني.

اقرأ المزيد عن الدور الدعائي لمشايخ السلفية السعوديين تبريرا للحرب الملكية السعودية في اليمن

وما إن أعلن الملك السعودي الحرب (بمباركة أمريكية) على اليمن حتى تهافت كهنة السلطان لتكثيف دعايتهم السلفية-الوهابية لإضفاء طابع مقدس على هذه الحرب بدءا بتكفير الحوثيين (الذين دعمهم أل سعود في الماضي) ثم وجوب جهادهم. ولعل الداعية العريفي هو أكثر شيوخ الوهابية حماسا لاستغلال المنبر الديني لخدمة سياسة المملكة الوهابية وحشد “الجمهور السني” وراء آل سعود. وكما أن جوزيف غوبلز استخدم وسائل الإعلام المتاحة في عصره من سينما وراديو وصحافة لخدمة المشروع النازي فكذلك العريفي يعتمد ببراعة على التلفزيون ووسائل التواصل الإجتماعي لتمرير الدعاية الوهابية-السعودية لملايين المتابعين. كما استغل بشكل مقزز خطبة الجمعة لتأليب المصلين والمشاهدين ضد الطائفة الشيعية “الكافرة” ومن ثم شرعنة الحرب ضد الحوثيين اليمنيين “الكفار”. وفي خطاب عنصري مليء بالكراهية قل نظيره، وهو بدون شك موجه أيضا ضد الأقلية الشيعية في مملكة آل سعود، قال العريفي مخاطبا اليمنيين المناصرين للحوثيين والرئيس السابق على عبد الله صالح : ” لا تدنس نفسك بقتل أهلك وتحارب التوحيد والسنة تحت راية الضلال. يا بنى.. هذا بلدك واليمنيون أهلك، ولا تكن ذراعًا وخنجرًا لدولة صفوية رافضية تستعملك لتحقيق أغراضها وطعن أهلك.. أنقذ نفسك قبل أن تموت ميتة الجاهلية… إيران دولة الفرس تعاملك مرتزقا لا يهمها نجاتك ولا مصيرك في الدنيا ولا في الآخرة… فأنت عربى وابن عرب تاريخك مشرق كتاريخ اليمن فيه عز وشجاعة ومروءة وليس تاريخًا عاديًا ولا يليق بك أن تبذل روحك تحت راية الضلال”. وأشار أن المملكة السعودية أطهر بقاع الأرض، ووصفها بأنها وديعة النبي محمد لأمتها، ففيها الحرمان الشريفان، مشيرًا إلى أن هناك من يخطط ويتآمر لإضعافها !

لا شك أن خطابا تفوح منه العنصرية ضد الأعراق غير العربية والاستغلال الدنيء لحرمة البقاع المقدسة لشرعنة حكم آل سعود الفاشي وتبرير حروبهم ضد مسلمين آخرين يشكل أقذر أشكال البروباغندا الوهابية-السعودية. وإن ارتدت عباءة الدين للتغرير بالمسلمين فإنها لا تختلف عن الدعاية النازية التي ترفض الآخر وتحتكر الحقيقة والمروءة والنقاء خدمة لنظام أوتوقراطي استبدادي عفى عليه الزمن. جوزيف غوبلز كان ركنا أساسيا في النظام الفاشي النازي وجه الملايين من الشباب الألمان لاعتناق النازية وارتكاب أبشع الجرائم التي شهدتها أوروبا في تاريخها. كذلك العريفي وغيرهم من موظفي الدعاية الوهابية أفتوا للمغفلين من المسلمين منذ عقود بالجهاد ضد أبناء جلدتهم كما طلب السلطان فارتكبوا فظائع تقشعر لها الأبدان. أفتوا بالحرب على المسلمين، أسسوا القاعدة مع الأمريكان واستقبلوا المارينز في بلدانهم ودمروا البلدان. لذلك فالداعية العريفي المتلبس بالدين هو في الحقيقة رجل دعاية وهابي في خدمة السلطان ومناصر للحرب ومكفر لمن لا ينصاع لنزوات آل سعود الفاشيين وحلفائهم الأمريكان. نعم، العريفي هو “غوبلز” آل سعود.

الجزائر نت 

تعليق واحد على “الداعية العريفي : ”غوبلز‘‘ آل سعود ؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *