في الوقت الذي استنكرت فيه أغلب الصحف الجزائرية الحرة ترشح بوتفليقة المعتل لعهدة رابعة تماشيا مع الرفض الشعبي الواسع لهذا القرار، تتفنن صحف النظام التي تدعي بأنها خاصة وحرة كجريدة “النهار” في تبرير المهزلة الإنتخابية. إذ يظهر للقارئ جليا ومن خلال قراءة الصفحة الاولى للجريدة بأن الأمر يتعلق بالبروباغندا لصالح بوتفليقة.
ففي العنوان الرئيسي “بوتفليقة المترشح رقم 132” تحاول الجريدة الصفراء إيهام القارئ بأن الرئيس العجوز هو مترشح عادي من بين 132 متسابق للرئاسيات، وهذا بالطبع غير صحيح لأن جل المترشحين أعلنوا مقاطعة الإنتخابات التي سيشوبها التزوير كما جرت العادة لمجرد نية الرئيس المريض في الترشح. ولا داعي لقراءة المقالات لأن كل طاقم الجريد يبذل قصارى جهده لتبرير “المهزلة البوتفليقية”.
أما العنوان الآخر في الصفحة الأولى بالبنط العريض فيعلن “زيادة 90 في المائة أجور العمال” وكأن القائمين على جريدة “النهار” الصفراء يريدون شد انتباه القارئ بأن خبر ترشح بوتفليقة سيقابله خبر “سار” يخص رفع الأجور للضعف. الجريدة تعرف جيدا “النظام البوتفليقي” الذي يطبق دوما سياسة شراء الضمائر وتبذير المال العام قبل أي موعد انتخابي وكأن المال العام هو ملك له ولأعوانه المرتشين.
وخلاصة القول أن جريدة “النهار” (المظلم) ليست بمؤسسة إعلامية عادية أيا كان اتجاهها السياسي، إنما هي مكتب للبروباغاندا الرخيصة التي تذكرنا بصحافة ديكتاتوريات القرن الماضي في أوروبا والتي تطبل وتمجد للشخصيات الحاكمة، إذ تحاول تشتيت انتباه القارئ وإقناعه بجدوى العهدة الرابعة مقابل الأمل في حفنة من الدنانير.
الجزائر نت