إلى متى سيتواصل غض الطرف عن شيوخ الكراهية ؟

الطائفية
كاريكاتير نشر في موقع onislam.net في مايو 2011

بعد موجة التفجيرات التي طالت مساجد الطائفة الشيعية في المملكة السعودية والكويت تتوجه الأنظار إلى شيوخ التيار السلفي الذين – تحت ضغط الشارع والسلطات الحاكمة – رفضوا بحياء العمليات الإنتحارية التي تهدد النسيج الاجتماعي في دول الخليج بالخصوص في السعودية والكويت والبحرين. أعمال العنف ضد الطائفة الشيعية وغيرها من الأقليات ليست جديدة في المنطقة، فقد تعرضت الطوائف المسيحية والأزيدية والكردية والدرزية في العراق وسوريا لأعمال العنف التي يقودها تنظيمات القاعدة و “الدولة الإسلامية” ذات الخلفية الإيديولوجية السلفية الجهادية. كل العمليات الإرهابية التي شهدناها في الأيام الأخيرة في الكويت ضد المصلين الشيعة وفي تونس ضد السياح الأجانب وفي فرنسا ضد مصنع للغازات الصناعية ارتكبها متطرفون سلفيون. هذه حقيقة لا جدال فيها. وبغض النظر عن أوضاعهم الاجتماعية فالقاسم المشترك بينهم هو هذه الإيديولوجية الراديكالية التي تدين بها بعض دول الخليج الثرية – التي تنتمي جزافا لما يسمى “محور الإعتدال” الموالي للغرب – و تصدرها لكل انحاء المعمورة عن طريق الشيوخ السلفيين الذين يغزون المنابر والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي. 

فهذا الشيخ الوهابي السعودي، الصحفي والنجم التلفزيوني والمدرس، محمد العريفي يتنبأ في إحدى تغريداته بأن “الرافضة” (أبناء الطائفة الشيعية) سيتخلون عند مذهبهم أو سيتم محوهم.

أما “الدكتور” الوهابي السعودي محمد البراك الذي يدرس في إحدى الجامعات السعودية أيضا فيحث على عدم التسامح مع “الرافضة” واستخدام القوة ضدهم.

وفي تغريدة أخرى يصرح بأن مؤسس مذهب الشيعة يهودي وأن أبناء هذه الطائفة مشركون!

أما الشيخ الوهابي والصحفي السعودي عبد العزيز الطريفي فيتحدث عن مؤامرة غربية-شيعية رافضا أي حوار أو تعايش مؤكدا بأن الشيعة ليسوا مسلمين.

وفي تغريدة أخرى يلجأ مرة أخرى لنظرية المؤامرة ويتحدث عن حلف صليبي-يهودي-شيعي  على الإسلام!

ويكرر تحذيره من هذا الحلف المسيحي-الشيعي المزعوم ضد الإسلام متناسيا أن ولي أمره ملك آل سعود هو أقوى حليف لأمريكا في المنطقة.

ويتفق معه “الدكتور” السلفي سعد البريك إذ يكرر اتهامه للشيعة بأنهم حلفاء للغرب الكافر ضد الإسلام.

أما “الدكتور” والأستاذ الجامعي السعودي الوهابي إبراهيم الفارس فهو يصرح بكل بساطة بأن الشيعة كفار دينهم مجوسي!

وبأن مذهبهم خليط من اليهودية والنصرانية والمجوسية والهندوسية.

وبأن الجهاد ضدهم من أفضل الطاعات!

ونختم هذا العرض الموجز لتصريحات مشايخ الإيديولوجية السلفية الوهابية بتصريح للشيخ الوهابي السعودي محمد البراك الذي يدعو فيه علنا إلى تدمير مساجد الشيعة وهذا ما طبقه داعش في السعودية والكويت.

 

 لا شك أن هجومات داعش ضد المساجد والكنائس في العراق وسوريا يتوافق حرفيا مع فتاوى هؤلاء الشيوخ الذين يمثلون التيار الوهابي-السعودي الرسمي الذي يُدرس في المساجد والجامعات وينشر عبر الفضائيات والكتب والمطويات “الدعوية” التي توزع مجانا في أنحاء العالم الإسلامي. المثير للإشمئزاز أنه ما إن وصلت موجة التفجيرات الإرهابية إلى مساجد الأقليات الشيعية في السعودية والكويت حتى تهافت هؤلاء الشيوخ المنافقين للتبرؤ من هذه الأعمال البربرية التي تضر “باللحمة الوطنية” كما أمرهم أمراؤهم. بعبارة أخرى، فتاواهم السياسية المتطرفة صالحة للخارج كالعراق وسوريا وباكستان وإيران – خدمة للسياسة الخارجية للملكة السعودية – و غير قابلة للتطبيق في الداخل السعودي لأن ذلك يهدد عرش آل سعود والوهابيين المتحالفين معهم. بالله عليكم، ألا يتحمل هؤلاء جزءا من المسؤولية عن مسلسل التفجيرات الإرهابية الذي تعيشه الدول العربية والإسلامية اليوم من باكستان إلى الجزائر فضلا عن الأعمال الإرهابية في الدول الغربية التي تُرتكب باسم المسلمين؟

نحن لا ننفي وجود خطاب متطرف عند الطوائف الأخرى لكنه ليس بذلك التأثير مقارنة بالخطاب السلفي الذي يتحدث باسم السنة وهم يشكلون الأغلبية من المسلمين. ثم إن الخطاب السلفي لا يكن العداء للشيعة فحسب، بل يقف بقوة ضد جميع الطوائف الأخرى من الصوفيين والإباضيين والإخوان المسلمين وقد لاحظنا تداول لهذه الأفكار المتطرفة أثناء الإشتباكات الطائفية-العرقية التي شهدتها مدينة غرداية في الجنوب الجزائري. وكلنا يتذكر تصريحات الشيخ السلفي الجزائري عبد الفتاح حمداش، قائد جبهة السلفية الحرة غير المعتمدة، الذي أهدر دم الكاتب كمال داوود ثم دعا مؤخرا للإعتراف بدولة “داعش” ومرحبا بسفارة لها في الجزائر.  ومن المعلوم أن كل الحركات الجهادية المتطرفة اليوم من القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وحركة الشباب الصومالية وبوكو حرام وطالبان كلها تستلهم مبرراتها الإيديولوجية من الموروث السلفي. وبالإضافة لعدائها ضد جميع الطوائف الإسلامية وغير الإسلامية الأخرى، فهي تتقاتل فيما بينها وتكفر بعضها بعضا في إطار صراعها على السلطة مثل النزاع بين سلفيي القاعدة و سلفيي داعش في سوريا وبين طالبان وداعش في أفغانستان. وإذ نضم صوتنا  لصوت الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان الذي يتساءل عن نفاق الشيوخ السلفيين الخليجييين،

فنحن نتوجه بالسؤال لمسؤولينا : ألم يحن الوقت للإعتراف بكل شجاعة بمسؤولية الخطاب السلفي-الوهابي-السعودي في نشر العنف والكراهية في مجتمعاتنا واتخاذ التدابير اللازمة للجمه بدلا من الإستمرار في دس الرؤوس في الرمال ؟ إلى متى سيستمر غض الطرف عن خطابات شيوخ الكراهية؟

الجزائر نت

 

 

تعليق واحد على “إلى متى سيتواصل غض الطرف عن شيوخ الكراهية ؟”

  1. إتقوا الله فيما تنشرون ، كل هؤلاء اللذين ذكرتموهم ليسوا سلفيين ، ولا يتبعون السلف في شئ ، والعلماء السلفيون يحذرون منهم جميعا ومنهم الكثير لم تذكروهم ربما لا تعرفونهم أو تحسبونهم ملاءكة كالسديس والشريم وصالح آل الشيخ وسلمان العودة وعاءض القرني ونبيل العوضي والتركي وو…
    كل هؤلاء لا يمتون للسلفية بشئ ، إتقوا الله ، إتقوا الله فيما تنشرون ، السلفية الحقيقية ضد هؤلاء وضد خطابهم ، هؤلاء اللذين ذكرتموهم يقدحون في العلماء السلفيين فكيف يكونون منهم ، هؤلاء إن وقع ومدحوا أحدا من العلماء السلفيين أو ذكروا أنهم من تلامذتهم فهم بالعامية عندنا “يأكلوا بها الخبز” .
    هل تريدون أن تعرفوا لمن ينتمي هؤلاء ومن أي رحم خرجوا ؟ “” هؤلاء من الإخوان المسلمين “” نعم أعيدها وأكررها هم من حزب الإخوان المسلمين الذي أسسه حسن البنا هذا الحزب الذي تولد من فكره التكفيري : الحركات المسلحة وحزب جبهة الإنقاذ في الجزاءر ، وكل الأحزاب التي تسمى إسلامية والتي تتاجر بالدين ، تولد من فكر هذا الحزب القاعدة وطالبان وبوكو حرام وداعش وكل جماعة تكفر المسلمين فهي من رحم هذا الحزب المدمر ، نحن لا نفتري على أحد ، هذه كتب حسن البنا وكتب سيد قطب إقرؤوها وتمعنوا في قراءتها واستعينوا بقارئ يفهم اللغة العربية جيدا وسترون العجب العجاب من تكفير المجتمعات المسلمة إلا من كان إخوانيا فهو مسلم ، وكل الجماعات المتطرفة تنهل من هذه الكتب ، ثم تأتي وتدعي السلفية بهتانا وزورا ؟! العلماء السلفيين لا يكفرون أحدا ولا يدعون لحمل السلاح على أحد ، أنصفوا واعدلوا يا جزاءر نت ، هل سمعتم أو قرأتم شيءا من كتب العلماء السلفيين الحقيقيين يكفرون أحدا من المسلمين أو يحرضون على القتال والقتل أمثال الشيخ العثيمين أو بن باز أو الألباني أو الفوزان أو الجامي وقبلهم بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعا أو الشيخ فركوس وغيره من أهل العلم عندنا هل كفروا أحدا أو ألقوا خطابا متطرفا في حياتهم ولو مرة ، أتحداكم إن وجدتموه ، أتحداكم ثم أتحداكم أن تجدوا جملة واحدة متطرفة !!
    حمداش الذي ذكرتموه كيف له أن يكون سلفي وهو يطعن في علماءها ، وهل كل من سمى نفسه سلفيا فهو كذلك ” كل يدعي وصله لليلى وليلى لا تقر لهم بذاك ” ، يعني أنتم موقع أخبار من المفروض أنكم قبل نشر أي موضوع لا بد من التأكد من صحة الخبر بالتحقيق والتقصي وعدم التسرع ، الكل يعرف من هو حمداش ويعرف ماضيه ألآن أصبح سلفيا!!. إلا إذا كانت هذه “الجزاءر نت ” لها خلفيات إيدولوجة أخرى تريد تحقيق أهداف معينة بتشويه الآخرين ، فالقارئ لمنشوراتها يلاحظ أن الحياد منعدم ، وهي تذم أو تنتقد طاءفة معينة ظلما وزورا وتنسب لها أشخاصا سمعتهم سيءة لا أدري جهلا أم عمدا والجهل ليس بعذر أما العمد فهو أمر آخر ، إتقوا الله ، فكل حرف يكتب وظلمتم به أحدا تجدونه في صحيفتكم يوم القيامة .أما هذا التنابز بالألقاب “الوهابية” الذي ملأتم به موقعكم فمصدره “الشيعة ” وماأدرك مالشيعة .
    الشيعة اللذين برأتموهم وجعلتموهم كالحمل الوديع أشد تطرفا من داعش ، هم يكفروك أنت بالذات يا كاتب المقال أعلاه إن كنت سنيا ، هم يكفرون جميع المسلمين ما عداهم ، هم إن أمسكوا بأحد سني سلخوه وهو حي ، هل خفيت عليكم الأفعال التي فعلوها في العراق والآن في سوريا ربما لم يضخمها الإعلام كما ضخم الدواعش وهذا كله من التخطيط الغربي ، الشيعة يسبون أمك عاءشة ويتهمونها بالزنى وهذا يطعن في عرض نبيك ، صلى الله عليه وسلم أيرضيك هذا!!؟
    الطلب الوحيد هو العدل والحياد والتأكد من صحة المعلومة قبل النشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *